يوسف بن يعقوب المدير العام والمؤسس لمنتدي مدرسة الفرقان للعلوم الشرعية بمسجد المغفررة بمطار إمبابة
عدد المساهمات : 160 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| موضوع: جيل الصحابة رضي الله عنهم السبت فبراير 19, 2011 12:13 pm | |
| أولا: جيل الصحابة رضي الله عنهم كان جيل الصحابة أحرص الأمة على حفظ الدين نقيا كما أنزل، وكانوا على قلب رجل واحد، لم يختلفوا في عقائد دينهم في شيء، وكان بمكة والمدينة أعيان الصحابة. وتعد حروب الردة وقتال مانعي الزكاة أهم ما تعرض له الصحابة من أحداث خطيرة، ولكن الأمور سرعان ما عادت إلى حالتها الأولى بالقضاء على المرتدين وعودة مانعي الزكاة إلى الحق. ومن ثم ظلت الأمة محافظة على وحدتها وجماعتها.ولقد تضافر أعيان الصحابة على إقامة الدين وإرساء قواعده، ونشره في الآفاق، وبذلوا في ذلك جهودا كبيرة، مع المحافظة على وحدة الجماعة لذا لم تظهر أي نظريات عقائدية مخالفة لجماعة المسلمين وما كانت الدعوات الغريبة لتجرؤ على الظهور أمام الملأ بل كانت تختبئ في طيات الفتن.وما وقع من اختلافات أو منازعات بين الصحابة لم تكن منازعات ذات أراء عقائدية خاصة. حتى الأحداث التي وقعت بعد مقتل عثمان t لم يصحبها اختلاف عقائدي، إذ كان الجميع على عقيدة دينية واحدة. فتميز المسلمون في عهد الصحابة رضي الله عنهم في فترة ما بعد وفاة النبي r بأنهم ظلوا على عهدهم محافظين، "وبعرى الجماعة موثقين ذلك منذ وفاة الرسول r وفي ظل خلافة الشيخين فلا نسمع أصواتا معارضة ذات بال فالإجماع منعقد وتام. ثم انفرط عقد الجمع قليلاً واهتز في السنوات الأخيرة من سني عثمان، وإن لم تعد المياه إلى مجاريها بخلافة علي فقد تمت خلافته على أساس البيعة والشورى أي بنفس الطريقة التي أتى بها سابقوه إلى الخلافة فلم يعتمد فيها على وصية أو نص ولم يشر بكلمة إلى هذا. كما كان الخلاف منحصرا في الخلافة لم يتعداها إلى حجج وأسانيد بعيدة عن العقيدة أو بدع مستحدثة لم يعرفها الأوائل"ومن مظاهر حرص الصحابة رضي الله عنهم على وحدة الصف وتقوية الجماعة وتجنب الفرقة و الاختلاف: -1- تضييق الخلاف حول الأحق بالخلافة في سقيفة بني ساعدة إذ ترك الأنصار طلب الخلافة واجتمع الجميع على إمامة أبي بكر الصديق. ومشاركة الجميع في قتال المرتدين وقتال مانعي الزكاة حتى عاد الحق إلى نصابه.2- رفض عثمان t دفاع الصحابة عنه لما حاصره الثوار في بيته خشية سفك دماء المسلمين ودرأ للفتنة وسعيا لإخمادها. فقتل t مظلوما.3- تنازل الحسن بن علي t عن الخلافة راضيا مختارا لمعاوية بن أبي سفيان لما رأي اجتماع أهل الشام عليه ومنعتهم وتفرق أتباعه واختلافهم عليه، وذلك جمعا للكلمة وحقنا للدماء ودفعا للتنازع والفرقة. حتى سمي عام التنازل (عام الجماعة). وقد قال r عن الحسن t: (إن ابني هذا سيدُُ، وسيصلح الله به بين طائفتين من المسلمين) فكان كما أخبر r. [1]- انظر في ذلك (نظام الخلافة في الفكر الإسلامي) د.مصطفى حلمي ص287 – 288. ولذلك لم تظهر دعوة عبد الله بن سبأ اليهودي المشهور بابن السوداء والتي أوقعت الفتنة التي انتهت بمقتل عثمان ثم قتال علي ومعاوية، وكان ابن سبأ أول من دعا إلى تأليه علي بن أبي طالب. وكانت الدعوة سرية مستترة ولم ينتبه لها المسلمون في عهد عثمان t وعهد علي بن أبي طالب لسريتها. والله أعلم.[2]- المرجع السابق ص 289 – 290 | |
|