: أهل السنة والجماعة:
لم يأبه المسلمون الأوائل بما ظهر من نظريات فكرية منافية لما أخذ عن الصحابة مطمئنين إلى كثرتهم العددية، ولكن لما استفحل الخطر، وظهر تعلم الفلسفة ودراسة علم الكلام، وخاض أهل البدع في عقائد المسلمين بعقولهم وأهوائهم، وازداد نفوذ المعتزلة خاصة في خلافة المأمون على رأس المائتين من الهجرة فما بعدها، دخل أهل السنة الميدان، بمنهجهم المتميز من أهل البدع من المعتزلة وغيرهم، حيث كان منهجهم مبنياً على تقديم النقل الثابت على العقل، وذم الرأي المخالف للأدلة وتقديم أوهام العقل وخيالاته الذي هو منهج أهل الكلام.
ونحن وان كنا لا نستطيع أن نقطع بتاريخ محدد أو واقعة معينة تسببت مباشرة في ظهور مصطلح واسم (أهل السنة والجماعة) إلا أن لقب السني كان يطلق في هذه الفترة في مقابلة لقب المعتزلي.
- نظام الخلافة: ص 288
- راجع المرجع السبق ص 288 – 289
- بدأ التشيع بمناصرة علي بن أبي طالب وأولاده في مواجهة بني أمية، ثم تحول إلى الغلو في أئمة البيت العلوي والطعن في أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة رضي الله عنهم.
-الإمام مالك رحمه الله: هو أبو عبد الله مالك بن أنس إمام دار الهجرة في وقته، جمع علم المهاجرين والأنصار في الموطأ أشهر كتبه. توفي في سنة 179 هـ .
- أبو زهرة - "الإمام مالك"- ص 180.
- يتحمل الخليفة العباسي المأمون الكثير من مسؤولية ترجمة كتب الفلسفة اليونانية إلى العربية، ومن ثم انتشارها بين المسلمين فجلبت ما جلبته من الاختلاف والفرقة، وساعدت أهل البدع على تأصيل مذاهبهم المبتدعة ووضع القواعد الكلامية لها، حيث خلطوا بدعهم بمصطلحات الفلسفة اليونانية.
- في تفسير قوله تعالى: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه لابن كثير ورد عن ابن عباس قوله تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة. وقال عمرو بن قيس الملائي - توفي سنة 143 هـ: "إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجه" انظر الشرح والإبانة لابن بطة ص 133.