يوسف بن يعقوب المدير العام والمؤسس لمنتدي مدرسة الفرقان للعلوم الشرعية بمسجد المغفررة بمطار إمبابة
عدد المساهمات : 160 تاريخ التسجيل : 03/04/2010
| موضوع: أهل الحديث السبت فبراير 19, 2011 12:17 pm | |
| ثانيا: أهل الحديثوهم الآخذون بعلم الصحابة y والناقلون لما كانوا عليه من أمور الدين، وعرفوا أيضاً بأنهم أهل الأثر (وهذا النسبة إلى الأثر أي الحديث وطلبه واتباعه). وامتد ظهورهم من عصر الصحابة إلى عصر بني أمية وفترة من حكم العباسيين. وخلالها كان الاهتمام بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة وتفسيراتهم واجتهاداتهم مع حفظها، حفظ صدر، وحفظ كتابة، والعمل بما جاء فيها، فهم أهل نقل ودراية، واتباع واقتداء، وحرص على الالتزام بالدين كما نقله إليهم صحابة النبي r وأخذوه عنهم.لقد سار أهل الحديث من التابعين وتابعيهم بالقافلة الإسلامية الكبرى مهتدين بكتاب الله وسنة النبي r مقتفين آثار السلف الصالح، لا يلتفتون إلى من تنحى عن القافلة وخرج عن مسارها من أهل البدع والأهواء، ولم يأبهوا أول الأمر بالعقائد والآراء المنافية للصواب، مطمئنين إلى أغلبيتهم العددية إذ هم جمهور المسلمين. ولكن لما استفحل الخطر بعد ذلك دخلوا الميدان مدافعين عن الحق أمام الباطل. وأول انشقاق عقائدي حقيقي ظهر في الأمة تم على أيدي الخوارج لا بسبب انفصالهم عن كل من علي ومعاوية، وإنما لرفعهم لشعار (لا حكم إلا لله) وإنكار حق قريش وحدها في الخلافة وقولهم بالاختيار المطلق دون قيد ولو كان الخليفة عبدا... الخ أي أنهم أعلنوا أول حركة تستند على فكر نظري ونسق معين خاص تنحو به عن الغالبية فيميزهم بذلك عن القاعدة التي انشقوا عنها. ولولا فهم علي بن أبي طالب لخطورة مغزى حركة الخوارج لما تحول لقتالهم تاركا وراء ظهره معركته الأصلية ضد معاوية. ففرق الخوارج إذاً تعد (أقدم انشقاق ديني حدث في الجماعة الإسلامية) ووقفوا يناضلون عن آراء ونظريات اعتنقوها عن إيمان بها ودافعوا عنها بالسيف ووصلوا في التطرف الى آخر مداه، مما جعل المسلمين ينظرون إليهم بنفور ويعتبرونهم أصحاب بدع.وبعد الخوارج كان ظهور الشيعة المناصرين للبيت العلوي.ولكن انشقاق الخوارج ثم الشيعة لم يؤثر في الغالبية العظمى والقاعدة العريضة للمسلمين وهم أهل السنة والجماعة الذين لم يتميزوا في هذه الفترة باسم خاص لأنه لا حاجة تدعوهم إلى هذا التميز، فهم الغالبية العددية من جانب والتي تجتمع على العقيدة الإسلامية الخالصة النقية من جانب آخر حيث إنهم ملتزمون بالكتاب والسنة دون غيرهما، ولم تكن التيارات المنشقة من الخطورة والكثرة بحيث تحتاج إلى اتجاه معارض يشغل نطاقا واسعا لمواجهتها، فالأغلبية المسلمة المتمسكة بالكتاب والسنة ومنهج الصحابة كانت هي الأصل الذي انشق منه المخالفون، والأصل لا يحتاج إلى سمة خاصة تميزه، ولكن الذي يوضع له الاسم المعين لتميزه هو الخارج عن هذا الأصل. لذا لما سأل رجل الإمام مالكًا رحمه الله تعالى عن تعريف أهل السنة أجابه بقوله: "الذين ليس لقب يعرفون به لا جهمي ولا رافضي ولا قدري" [1]- انظر المرجع السابق: ص 292 .[2] - نظام الخلافة: ص 288[3] - راجع المرجع السبق ص 288 – 289- بدأ التشيع بمناصرة علي بن أبي طالب وأولاده في مواجهة بني أمية، ثم تحول إلى الغلو في أئمة البيت العلوي والطعن في أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة رضي الله عنهم.-الإمام مالك رحمه الله: هو أبو عبد الله مالك بن أنس إمام دار الهجرة في وقته، جمع علم المهاجرين والأنصار في الموطأ أشهر كتبه. توفي في سنة 179 هـ .[4] - أبو زهرة - "الإمام مالك"- ص 180. | |
|